بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل خلق الله اجمعين محمد بن عبدالله الهادى الأمين ، والداعى إلى الحق المبين وعلى آله وصحابته ومن اتبع رضوانه إلى يوم الدين ، وسلام الله على سائر إخوانه المرسلين .
الأخ الكريم المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب
رئيس مجلس امناء منظمة الدعوة الإسلامية..
الأخوة الكرام اعضاء مجلس الامناء..
فضيلة الضيف الكريم الشيخ إبراهيم صالح..
الأخوة الضيوف والحـضور الأماجد..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،،
يُسعدُنى ويُبْهِجْ نَفْسِى ، ويَنْشَرِحْ صدرى أن نلتقى معكم في هذا الصباح مُخاطِباً دورة انعقادكم هذه ، ويطيب لى أن اعرب عن عميق ترحيبنا بحضوركم إلى أرض السودان التى هى دولة المقر لمنظمتكم هذه ، وشعب السودان يشهد لمنظمة الدعوة الإسلامية دورها العظيم في مختلف المجالات الحَياتِية ، بنشر الوعى الدينى والدعوة بالحسنى ، والرعاية والبناية ، والتعليم والهداية ، والصحة والعناية ، والبحث والتدريب ، وكل ما مِن شأنه الارتقاء بالأمة المُسلمة.
والإرتقاء بالأمم والنهوض والاصلاح بالدعوة ، وإلحاق الرحمة بالناس ، والتزكية بكل ابعادها ، هى رسالة النُبُوّة التاريخية لسيدنا محمد خاتم رسل الله أجمعين ، وهى مُهمة الانسان المسلم في الحياة ، ومناط الاستخلاف الإلهى له.
الأخوة والأخوات..
إنَّ مِن نِعَمِ الله على عِباده أنْ ارسلَ الرُسل صلوات الله وسلامه عليهم ، ليُفقِهوا الناس ويَدعُونهُم ويُخرجونهم مِمّا هم فيه من العيش غير اللائق دنيوياً واخروياً إلى ما يرضى الله عز وجل.
والدعوة إلى الله المستمرة إلى يوم القيامة تتطلب التجدد بتوالى الحياة والأجيال وتغير المستويات والالسن والأفهام ، وينبغى الاّ تثنينا العوائق والعقبات عن مسؤولية تبليغ هذا الدين والدعوة اليه.
ويُحمد لمنظمتكم أنها غالبَت الصعاب ، ومضت ساعية في درب الدعوة وفعل الخيرات ، والعمل الصالح .
والعمل الجماعى الذى تقوم به منظمتكم هو بحق مُرابطة على ثغرة من ثغرات الأمة وثغورها لمنفعة جنس الانسان.
وقد لمسنا خلال العقود الثلاثة التى امضتها هذه المنظمة الصدى والحديث الطيب عنها لدى المجتمعات المسلمة ، والدول التى تعمل فيها ، من ادخالها الفرحة والسرور على قلوب المحتاجين في تلك الدول ، وبما نشرته من قيم الدين الحنيف والمبادى الخيَّرة وتعميقها في نفوس الناس وما تحمله الحنيفية السمحاء من معانى سامية تقوم على التراحم والتأخى والتسامح والاعتدال.
الأخوة والأخوات الكرام..
إن العالم اليوم يشهد نزعة إسلامية للإستقاء من ينابيع الاسلام الصافية ، وهى نزعة واعيةٌ ومحمودة ، تبعث على التفاؤل ، مستنيرة مُتَبَصِرَّة ، تُصلِح ولا تَضُر ، تَبنِى ولا تُهَدِم ، تدعو إلى اليسر والوسطية ، والإقناع بمنطق الفكر المسالم ، والحوار البَنَّاء الهادف ، والتعايش مع الآخر ، والتحاور الرصين مع الرأى الآخر عملاً بقول الله تعالى: )ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ(.
اننا أيها الأخوة والأخوات مُقدِرون وشاكرون لأخوةٍ لنا في العالم الاسلامى وأفريقيا لوقفاتهم المؤازرة لنا ، والمناصرة لمواقفنا ، لقد رفضنا اسلوب الحصار ، وناهضنا مساعى الوصاية ، مارسوا علينا كل حبائل الحصار ، لعرقلة تنمية بلادنا ، ونسجوا لنا كل اشكال المؤامرات ، والتدابير الشريرة ، ولكننا استطعنا بعون الله وتوفيقه أن نهزم تدبيرهم ، لقد تجاوزنا الكثير من العوائق والعقبات ، وتَمَّ ذلك بقوة إرادة ، وصبر وإيمان ، وإيماننا الثابت أن الابتلاءات ُسنَّةٌ ماضية إلى يوم القيامة ، وفي يقيننا أن التحديات والابتلاءات من علامات الطريق ، ومَنْ وعَاهَا زَوَدتْهُ بِطاقةْ صمود ومقاومة ، وقدرةِ على المُغالبَة.
قبل خمس سنوات وقعَّنا آتفاقية للسلام الشامل مع اخوتنا في جنوب السودان ، اوقفنا بها حرباً ضروساً ، ولكن الكائدين اشعلوا لنا حرباً في دارفور وارادوها فتنة ، وبالأمس القريب تسالمنا مع اخوتنا في الجارة الشقيقة تشاد واهتدت القلوب بمشيئة الرحمن إلى السلم والأمان ، والسعى بمضافرة الجهود والتكامل بين البلدين ، في مشروعات تنموية في المنطقة الرابطة بين السودان وتشاد.
ان ما تقدمه الحكومة السودانية كدولة مقر من تسهيلات للمنظمة هو واجب تمليه عليه ضمائرنا تجاه ما تقدمه المنظمة للناس من دعم في المجالات كافة ، ونشكر للمنظمة مسارعتها في حل المشكلات التى شغلت البلاد ، وقد سَدَتْ المنظمة الفجوة التى خلقتها المنظمات الأجنبية المطرودة من دارفور ، وأرجو أن اشيد بنهج الشفافية والشورى والعلمية والتخطيط الظاهرة نتائجه ، والقبول الذى تحقق.
الأخوة والأخوات الكرام..
اننى ادعو منظمتكم أن تركز على النظر المُتبَصِر في الواقع الماثل وانتهاج طريقة تكفل دعوة المسلمين إلى الوقوف صفاً واحداً لمواجهة المؤامرات الدخيلة.
واود أن اُثنى على حرصكم على الاحتفاظ بالدعوة فوق كل رغبةٍ وهوى ، وفوق كل منفعة وذاتية ، وتحمل المشقات والمصاعب ، وعملكم على فتح الطريق المؤدية إلى سعادة الأجيال القادمة التى تنتظر من منظمتكم ادواراً متعاظمة.
وفقكم الله وسدد خطاكم واثابكم الخير الجزيل ، والتهنئة لكم مجدداً بإنعقاد دورتكم المحضورة هذه.